أصول المعرفة الإسلامية – القـرآن
الكــريم
1-القــرآن أساس
مصادر المعرفة الإسلامية:
تعريف القرآن
الكريم:
القرآن لغة: مصدر قرأت قراءة وقرآنا
ثم نقل من معناه المصدري وصار علما على الكتاب العزيز. مشتق من قرأ بمعنى تلا أو من
قرى بمعنى جمع .
وشرعا هو: «كلام الله تعالى المعجز
المنزل على سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم بواسطة جبريل بلسان عربي مبين المتعبد بتلاوته
والمنقول بالتواتر
... ».
: القرآن مصدر المعرفة الإسلامية
يعتبر القرآن الكريم البيان
المصور والمفصل لكل ما يتعلق بالكون والإنسان والدنيا والآخرة ... والمجيب عن كل الإشكالات
والتساؤلات التي تواجه فكر الإنسان وعقله والمثير لكل القضايا التي تؤهل فكر الإنسان
لاكتشاف السنن . فالقرآن الكريم ما نزل إلا لحسم الهوية المعرفية للإنسان مصادر المعرفة
ولها
مصدران رئيسان متكاملان:
1-وحي مقروء والمتمثل في الوحي الإلهي
بشطريه القرآن والسنة .
2
- وحي منظور والمتمثل في عالم الشهادة المحيط بالمحيط بالإنسان طبيعة المعرفة.
وهي على ثلاثة أنواع : 1- العلم الفطري : وهي العلم
الضروري البديهي المركز في الفطر كالعلم بوجود الله سبحانه....الخ. 2- العلوم والمعارف
المكتسبة : وهي التي يكتسبها الإنسان من مختلف مصادر المعرفة بالحس والتجربة والعقل
والحدس 3- علم النبوة : وهي العلم الرباني الواصل لنا عن طريق الوحي مجالات المعرفة
متعددة و منها:
. مجال عالم الشهادة : وطريق إدراكه الحواس التي منحنا
الله 1-
2-مجال عالم الغيب : وطريق إدراكه الوحي
الإلهي فقط . وكل محاولة لإقحام العقل في هذا المجال هي محاولة فاشلة وتبديد لطاقته
في غير محلها.
خصائص ومميزات المعرفة:
- التوحيد
: فالغاية العظمى للمعرفة هي التوصل إلى وحدة الخالق سبحانه من خلال آثاره الكثيرة
في الكون والتي تدل على ذالك.
- الوحدة: فوحدانية الله تستلزم وحدة الخلق ووحدة
النظام .... ووحدة الحقيقة.....
- التكامل:
بين الكون والوحي وبين التأمل والعمل وبين المعرفة العلمية والمعرفة الغيبية وبين
...
- التعبد: فالمعرفة ليست غاية في ذاتها بل ثمرتها
وهي العمل .. ولذلك اعتبر الإسلام طلب العلم عبادة. - الأعمار : فهدف المعرفة أيضا
هو إعمار الأرض وفق منهج الله والوصول إلى إسعاد الإنسان في الدارين .
: 2-مقاصـــد القرآن
أ) مقاصد القرآن :
ومن أهمها
ما يلي:
-هداية العالمين إلى الحق والخير قال تعالى
« إِنَّ هَذَا الْقُرْآَنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ وَيُبَشِّرُ الْمُؤْمِنِينَ
الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْرًا كَبِيرًا (9)»
-كتاب هداية للجماعة والفرد...
مرجع
لاكتشاف منهج الله للحياة ومنهج الدعوة إليه. -
-كون الهدف الأسمى من نزوله هو تدبره وفهمه
للوصول إلى تطبيقه والعمل به في كل مجالات الحياة.
-معجزة خالدة ومتجددة منذ نزوله وإلى أن
يرث الله الأرض ومن عليها.
-ذكر مبارك يتلى ويتقرب إلى الله بقراءته
وتدبره والعمل به.
-شرعة ومنهاج وهو ميزان القسط والعدل.
: 3-خصـــائص القرآن
الكريم
ب) خصائص القرآن:
: وهي متفرعة عن أسمائه وصفاته الكثيرة
أ- القرآن نور : قال تعلى
: «وأنزلنا إليكم نورا مبينا» ومعنى ذالك أنه يدرك بالبصيرة في القلب الحي السليم.
- ولخاصية
النورانية قواعد سلوكية ومنهجية منها : أولا تقوى الله سبحانه وهي شرط لتعلمه وفهمه
وتدبره.قال تعالى(واتقوا الله ويعلمكم الله ). وثانيها عين القلب المسماة البصيرة.
وما عدا ذلك حجاب وغطاء وعمى وحاجز عن التدبر والتفكر.
ب-
القرآن محكم: أي متقن غاية الإتقان في البناء والقوة في حججه وأدلته لاتناقض فيه ولا
اختلاف.
- ولخاصية
الإحكام قواعد سلوكية ومنهجية منها: - أنه معجز في جميع جوانبه - وأنه يفسر بعضه بعضا
ويصدق بعضه بعضا لا تناقض فيه ولا اختلاف «أفلا يتدبرون القرآن ولو كان من عند غير
الله لوجدوا فيه اختلافا كثيرا».
4-الضوابط السلوكية
والمنهجية للتدبر في القرآن الكريم:
أ- من الضوابط السلوكية:
. الوضوء والطهارة لقوله تعالى : «لا يمسه إلا المطهرون» 1-
. 2-الخشوع
عند تلاوته
. 3-المداومة
على قراءته دون انقطاع
. تحكيم القرآن في جميع أمور حياتنا واتخاذه مقياسا
للتمييز بين الحق والباطل 4-
. 5-تحمل
هموم العبودية والدعوة إلى الله سبحانه
فإذا التزم المسلم بهذه
الضوابط فهم وفقه آيات القرآن الكريم وظهر أثر ذلك عليه. ودامت صلته به واشتاق لتلاوته
دائما والعكس بالعكس.
ب- من الضوابط المنهجية:
1-ترتيل القرآن لقول الله تعالى : «ورتل
القرآن ترتيلا » فالقراءة المتأنية تعين على التفكر والتأمل ولها تأثير على القلوب
بلا شك.
2-التكرار والتجاوب مع القرآن بالوقف عند كل آية من آياته بالتسبيح
والدعاء والطلب والتعوذ كما في حديث حذيفة بن اليمان.
. 3-التدبر
والتأمل : فثمرته التذكر والعظة والاعتبار والاستجابة لنداء الله سبحانه
0 comments: